أمي علمتني
إفصاح
عبدالله الخطابي
صحيفة المدينة
الخميس 13/02/2014
تعلمت من أمي "رحمها الله واسكنها الجنة"، النفس الرضية بمعنى أن أحمد الله سبحانه وتعالى على ما جاء به القدر منه سبحانه وتعالى بعد أن أقوم بكل الأسباب وأن أعمل كل ما أستطيع وأن أتوكل على الله حق التوكل.
فقد كنت أسمع منها في كل أمورها وكل أحوالها الشكر والحمد لله سبحانه وتعالى ثم الشكر لكل من قدم لها شيء أو صنع لها معروفًا أكان ذلك المعروف قولًا أو عملًا أو خدمة أو شيئا من متاع الدنيا.
فقد تعلمت منها الشكر لله سبحانه وتعالى على ما أعطى وأخذ وعلى ما أنعم به عليّ وعلى ذريتي كذلك أن أشكره سبحانه تعالى أن أوجدنا في هذه الأرض الطاهرة المقدسة التي يفد إليها كل مسلم وتحكم بشرع الله القويم، وقد أصبح هذا الخلق – النفس الرضية وشكر المنعم سبحانه - جزء من شخصيتي، حيث علمتني أياه والدتي بل غرسته في شخصيتي قولًا وعملًا وكما هو معروف التعليم في الصغر كالنقش على الحجر "وهذه حقيقة" عشتها مع والدتي.
فمن ذلك الوقت حتى الآن وأنا أمارس هذا الخلق مع أهل بيتي ومع الناس في المسجد وفي السوق وفي المطعم وفي الشارع وفي كل مكان ومع الجميع دون استثناء لأن والدتي علمتني إياه في صغري وقد كان فعلا جزءا من شخصيتها "غفر الله لها ولكل مسلم ومسلمة"، حيث لم يكن مصطنعًا أو قولًا بلا عمل.
وما جعلني أكتب هذا المقال صديق لي ذهبنا في مشوار ودخلنا محطة وقود وعندما أخذ مني الحساب ذلك العامل الآسيوي قلت له شكرا، فقال لي صديقي: شكرا على أي شيء، بنزين بحقه بدون شكر، بفلوسك لا فضل لهذا العامل ولا لصاحب المحطة ومن متى المعرفة مع هذا العامل؟.
فقلت لذلك الصديق لأنك عزيز، لا جواب لك عندي يا صديقي، هذه ثقافة ونحن الآن نريد الذهاب إلى مشوار وسأترك الجواب لوقت آخر حتى لا ندخل في حوارات تنسينا الاستمتاع بالطريق والرحلة الجميلة التي سنذهب إليها.
أخيرًا، هناك نساء فعلا خرجن أجيال وصنعن التاريخ ويفتخر بهن لا أقول كانوا، بل لازالوا في عالمنا الإسلامي بشكل عام وفي وطني المملكة العربية السعودية بشكل خاص، وهنا افتخر بكل "أم" ولكن أن تكون ذات تدين وخلق رفيع ومعاملة حسنة مع زوجها ومن حولها وتربية صالحة لأبنائها وذات نفس رضية، باختصار مثل "أمي" "رحمها الله".. والله المستعان.